من السرطان للطلاق ومن الطلاق لوفاة أبيها، لم يكن لديها أي خيار سوى أن تنظر لأي جانب مشرق حتى لا تسوء حالتها!!
ندى شتيلة، شخصت في 2009 بسرطان الدم، وتحولت حياتها تماماً عند لحظة معرفتها بالخبر، لم تتقبل مرضها رغم محاولاتها في التعافي ولكن يبدو أن كثرة الأدوية الكيماوية جعلها تفقد الأمل حتى في أصغر الأشياء.
قضت قرابة السنة في استيعاب مرضها، وبعد فترة فاجئها دخول الحب في حياتها لتشعر وكأن شئ لم يكن، اجتاحتها سعادة طاغية وشعرت أنها مميزة لاختيار أحدهم لها رغم مرضها وعاشت قصة حب انتهت بزواج سعيد ككل الأفلام ولكن هذه القصة دامت سنة ونصف فقط! وتطلقا!
من جديد شعرت ندى وكأن الغمامة السوداء تغطي حياتها بأكملها، دون أي انتباه لنفسيتها التي نبه الأطباء على أهمية الاعتناء بحالتها النفسية حتى لا يسوء المرض أكثر..
كمتحدثة في تيدكس قالت ندى أنها ظلت رافضة لوضعها ولم تتقبل حتى قدر الله في مرضها الذي ابتلاها به وبداخلها دائماً طاقة غضب كبيرة تحرق الأخضر واليابس بسبب تلك الأحداث التي ساءت أكثر بوفاة أبيها الذي كان يمثل دعمها وصديقها الوحيد، يليه عدم جدوى الأدوية التي تأخذها ، وهنا كانت بداية العتمة مجدداً.
وبعد أخذ الوقت المناسب لاستعادة تفكيرها المتوازن مجدداً، قررت ندى التصالح مع الأمر، حيث رأت أن لا حل لديها سوى أن تصبح بخير! ورغم بساطة هذا الحل ولكنه كان معقداً جداً كقرار يجب عليها اتخاذه.
رأت الجانب المشرق في أصدقائها وأهلها، في أبيها الذي مات ميتة رحيمة لا تعب فيها ولا مرض، وفي حياتها التي تبدو كالفوضى ولكنها مليئة بالأشياء البسيطة التي يمكن أن تسعدها.
واستجابة لذلك القرار، ظهر دواء جديد لعلاج السرطان كان على ندى تجربته دون أدنى فكرة عن أضراره الجانبية بل وكان عليها إن وافقت على أخذه أن توقع على أن ذلك على مسئوليتها الخاصة، وبعد تفكير خرجت ندى من مرحلة "لماذا أنا؟" إلى مرحلة "لمَ لا؟"
وهنا تحسن كل شئ، ففي خلال شهور شفيت ندى من السرطان بنسبة 95% ، احتفى أصدقائها وأهلها بشجاعتها وتعافيها وشجعوها على أن تكمل رحلة بدأتها بشجاعة أثرت خلالها في الكثير.
ومن ثم قصت تلك القصة في تيدكس أكبر منظمة لعرض قصص النجاح أمام آلاف المشاركين لتلهم غيرها الكثيرين الذين يتمتعون بصحة جيدة أن يفعلوا المثل، وتجعلهم يؤمنون أن الإشراق لا بد أن يأتي بعد عتمة الفجر.
Written By Samah Hesham
Comments