
.
صاحب عمل كنت، موظف بدوام كامل، او حتى طالب، فأنت بحاجة إلى التعمق قليلًا في أساليب إعطاء التغذية العكسية، أو كما تعرف بالإنجليزية "Feedback"
لأن هنالك خط رفيع للغاية بين أعطاء الشخص نصائح تساعده على التطوير من مهاراته، وبين التصرف بوقاحة وجرح مشاعره.
لنكن صريحين، في كل مرة تلقيت فيها Feedback قاسي ومزعج شعرت بأنك مهدد وغير مقدر، أو شعرت أنك تريد الاستسلام لأن الأمر أصبح لا يعنيك البتة، او بمعنى آخر… دع المركب تغرق!
على كل صاحب عمل، قائد فريق، أو رائد أعمال التمكن من فن إعطاء التغذية العكسية - feedback - لأن في نهاية الأمر هؤلاء من تقوم أنت بإنتقادهم بطريقة قاسية وغير مقبولة، هم العواميد القائم عليها مشروعك بالكامل، إذا لم تستطع استيعاب ذلك، ستعلن إفلاسك عاجلًا أم آجلًا.
ولكن الواقع ليس بهذه المثالية، وإمتلاك بعض الأشخاص لعملهم الخاص وتوظيفهم لبعض الأفراد، لا يعني بالضرورة قدرتهم على إدارة العمل بين هؤلاء الأفراد بشكل طبيعي وسلس، أو قدرتهم على التفريق بين الانتقاد الايجابي المثمر الذي يساعد الفرد الموجه إليه ويساعدهم أيضًا على التحرك خطوة للأمام وبين الإنتقاد السلبي اللاهادف.
لذلك عليك تعلم التفرقة بين الأثنين إذا كنت بصدد ترقية أو منصب قيادي جديد، وإليك بعض الخطوات العملية لمساعدتك:
1- أبدأ بشيء إيجابي تم إنجازه بالفعل من قِبل هذا الشخص:
لكي تستطيع جذب أنتباه الشخص إليك دون أن تشعره بالغضب والإمتعاض وعدم الإهتمام بما تقوله، عليك بإعطائه مجاملة صادقة وصريحة وحقيقية بناء على إنجاز فعلي قام به الشخص وهو على دراية تامة بأنه شيء عظيم ويفتخر به من تلقاء نفسه.
لا تقم بافتعال المجاملة، لأن الشخص سيشعر بسخافة الأمر لا محالة، ويسترجم الأمر على أنه نوع من تزيين السم حتى لا يستشعر مرارته أو شيء من هذا القبيل.
مثلًا: قم بإخبار المصمم الجرافيكي الذي يعمل لديك أنك معجب جدًا باستخدامه لتقنيات جديدة في كل تصميم وأنه لا يميل إلى الروتينية في عمله وهذا شيء غير موجود في أشخاص كثيرين.
2- راجع نفسك قليلًا قبل أن تنتقد:
قم بتدارك دوافع، هل أنت فعلًا بحاجة إلى إنتقاد هذا الشخص الآن؟ هل فعل شيء يستحق الانتقاد حقًا؟ أم أن ميولك الكمالية هى ما تدفعك إلى إنتقاده في نفس الوقت الذي تخبر نفسك فيه عندما تكون بمفردك في لحظات ضعفك بأنك غير كافي وأنك لا تستطيع إنجاز ما يكفي؟
3- قم بالتركيز على ما كان يمكن تنفيذه بشكل مختلف:
أعترف كلاميًا بالمجهود الذي بذله هذا الشخص حتى يصل إلى تلك النتيجة، وقدر هذا المجهود، وأبدأ بإعطاء التغذية العكسية بناء على التفهم والتقدير وإدراكك أن الشخص الذي توجه له الإنتقاد لم يتعمد فعل الخطأ ولكن هذه الأمور تحدث من حين إلى آخر.
4- قم بتوضيح تفصيلًا ما تريد الحصول عليه في المستقبل:
قم بشرح تفصيلي لما تريد تنفيذه كما يجول في مخيلتك، حتى يستطيع الشخص الذي توجه إليه الحديث استيعاب منظورك للأمر بأكبر شكل ممكن.
وجه نقدك تجاه العمل نفسه ليس تجاه الشخص، لأن توجيه الإتهامات من وقت إلى الآخر يزيد من إنعدام الثقة والإحترام بينك وبينه.
5- قم بتسليط الضوء على نقاط القوة والأشياء التي يجيدها:
بدلًا من تكرار من ذكرته في البداية عن ذكاء الشخص وإجادته لعمل ما والاسترسال في الحديث عن نفس الأشياء، دع نقطة واحدة لا تذكرها إلا حين تهب بالخروج، وأجعل هذه النقطة مهمة ومحورية وصادقة كما ذكرنا من قبل.
مثلًا: قم بإخبار المصمم الجرافيكي الذي يعمل لديك أنه أحسن اختيار الألوان ولابد أنه على دراية بقواعد العجلة اللونية لكي يقوم بتركيب هذه الألوان سويًا لتتماشى بهذا الشكل الرائع.
القادة الحقيقين، لديهم القدرة على النظر إلى الأمور بشكل أعمق وأبعد من الوضع الحالي لها، لديهم القدرة على إيجاد نقاط القوة فيمن حولهم حتى وإن لم يدرك من حولهم هذه النقاط بمفردهم.
ولكي تكون قائد حقيقي، عليك أن تقدر القيمة الحقيقة التي يضيفها هذا الشخص، وأفعل ما بوسعك حتى تلهم من حولك.
عندما يشعر الشخص أنه ينال من الاحترام والتقدير ما يستحق، سيستمر بتحدي نفسه، ليحقق إنجازات أكبر وكسر حواجز أعمق.
Written by ENGY HASSAN
Comments