قال ستيف جوبز أن "الطريقة الوحيدة لتكون عظيم في عملك هي أن تحب ما تعمل؛ وإذا لم تجده بعد، استمر في البحث عنه ولا ترضى بما لديك الآن".
كم واحد منا رضى بوظيفة فقط لأنها في نفس المجال الذي درسناه في الجامعة، أو لأن هذه الوظيفة هي ما نعمل بها منذ أعوام، أو لأن الأجر جيد؟
فالكثير منا يفعل ذلك؛ نرضى بوظيفة تجعلنا نعلق في منطقة الراحة والاستقرار التي خلقناها لأنفسنا، خائفين وقلقين من أن ننظر إلى ما وراء الحواجز التي قمنا ببناءها بأنفسنا، ونتيجة لذلك، دائماً نشعر بالإرهاق والإحباط. وعلى الرغم من ذلك، فإن الخيار الآخر يعتبر صعب، بل ومخيف لكثير من الناس.
فإن تغيير المجال الوظيفي ليس قرار سهل؛ لترك كل شئ وصلنا له في حياتنا العملية للبدء مجدداً في مجال آخر.
التغيير عامةً شئ مخيف؛ ترك الراحة والأمان لما "نعرفه" والدخول في عدم الأمان والخوف لم "لا نعرفه" هو خطوة كبيرة ولا يجب الاستهانة بها.
ولكن إذا شعرت أنه لا يمكنك الاستمرار في المجال الذي تعمل فيه الآن، وأنه يمكن أن تكتشف مجالات عمل جديدة وتحقق المزيد، إذاً، لا ترضى بوضعك الحالي وبالوظيفة التي تعمل بها. استمر في البحث حتى تجد ما تريد القيام به.
فقد كان يقوم الناس بتغيير مجالاتهم الوظيفية منذ قرون، وذلك بعد عملهم في مجال معين لمدة خمس، عشر، خمسة عشر، أو في بعض الأحوال أكثر من عشرين عام؛ فهم يتركون ما وصلوا إليه في حياتهم العملية، يقييمون أوضاعهم الحالية، يفكرون في خيارات مختلفة، ويختارون أن يبدأوا مجدداً في مجال وظيفي جديد.
ولكن، متى يجب عليك أن تأخذ قرار تغيير مجالك الوظيفي؟
قد يكون سببك لتغيير مجالك الوظيفي هو أنك تشعر أن ما تفعله ليس كافي ولا يرضيك، وأنه يمكنك أن تحقق المزيد في مكان آخر. ولكن هناك أسباب أخرى قد تؤدي إلى تغيير مجالك الوظيفي؛ وهذه الأسباب تتضمن:
هل كان المجال الوظيفي الذي تعمل به الآن هو إختيارك الأول؟
فالعديد من الأشخاص يبدأون في العمل في مجال معين ويستمرون فيه لمجرد أنه نفس مجال عمل عائلاتهم، أو لأن أحد أصدقائهم أو أقاربهم ساعدهم على الحصول على هذه الوظيفة، أو لأنهم يمتلكون مهارة معينة جعلتهم ناجحين جداً في هذا المجال ولكن لا يستطيعون تخيل أنفسهم يقومون بنفس العمل لبقية حياتهم.
إذا كانت هذه طريقة حصولك على هذه الوظيفة، بأنك وجدت نفسك تعمل بها ولكن لم تسعى للوصول إليها، وبعد عدة أعوام تشعر بأنك لا تستطيع الاستمرار فيها، قد يكون هذا هو الوقت المناسب للتفكير في تغيير مجالك الوظيفي.
اكتشاف اهتمامات جديدة
هماك شئ كنت تحب القيام به، حضرت ورشة عمل أو تدريب، قابلت صديق قديم، تعرفت على صديق جديد، ذهبت في رحلة، أو قرأت كتاب، كل هذه التجارب وغيرها قد تلهمك إلى أن تبدأ في عمل شئ جديد، شئ تحبه أكثر من عملك الحالي.
لو كان هذا حدث لك، فاعلم أنه من الطبيعي جداً أن تقوم بإعادة التفكير في وضعك الحالي وأن تأخد قرار بأن تستكشف هذه الاهتمامات الجديدة.
بالإضافة إلى ذلك، فهناك أسباب أخرى كثيرة قد تؤدي إلى تغيير المجال الوظيفي، وهذه الأسباب تختلف من شخص لآخر.
كما أن هناك عوامل أخرى يجب أخذها في الإعتبار قبل تغيير المجال الوظيفي، وذلك لأن مثل هذه الخطوة لديها العديد من المزايا والعيوب.
فمزايا تغيير المجال الوظيفي تتضمن:
· استخدام كل مهاراتك ومواهبك، خاصةً تلك التي لم تكن تستخدمها في عملك القديم، لتتأكد من نجاح هذا التغيير؛ بالإضافة إلى كونك على استعداد أن تتعلم وتكتسب مهارات جديدة للتقدم في عملك الجديد.
· اكتشاف مجالات جديدة، وبالتالي، اكتشاف مهارات جديدة لديك، مما يؤدي إلى اكتسابك خبرات مختلفة وفتح فرص عمل جديدة.
· المرونة وسهولة التأقلم مع التغيير، وهي مهارة مفيدة جداً وسيقدرها كل من ستعمل معه، سواء مديرين أو موظفين.
· مقابلة والتعرف على أشخاص جدد، وتوسيع شبكة معارفك العملية.
ولكن، على الرغم من كل هذه المزايا، فأن تغيير المجال الوظيفي لديه بعض العيوب أيضاً، وتتضمن:
· تغيير مجالك الوظيفي أكثر من مرة قد يكون لديه تأثير سلبي على رؤية الناس لك، خاصةً وأنت تقدم على وظائف جديدة، وذلك لأن العديد من الأشخاص قد يرون أنك غير قادر على البقاء في وظيفة واحدة لفترات طويلة من الوقت.
· قد يرى البعض أن هذا التغيير المتكرر يعني أنك غير متأكد من مسارك الوظيفي، والذي من الممكن أن يكون شئ مقلق للمديرين وأصحاب العمل.
· قيامك بتغيير مجالك الوظيفي يعني أنك ستترك كل ما وصلت له في وظيفتك الحالية، وفي حياتك العملية عامةً، وأنك ستبدأ مجدداً في مجال جديد؛ فيجب أن تكون مستعد لهذا ومتقبل لفكرة أنك ستصعد السلم الوظيفي في هذا المجال الجديد من البداية.
في النهاية، كن متأكد أن اتخاذ قرار تغيير مجالك الوظيفي ليس قرار سهل، فهو أول خطوة في طريق إما أن يؤدي بك إلى ما تحب أن تعمل، أو لا يؤدي بك إليه.
ولكن، لا تقلل أو تستهين بحجم وأهمية هذا القرار؛ قم دائماً بتقييم وضعك الحالي قبل أن تغيره، وفكر في ما ستفعله بعد تغيير مجالك الوظيفي قبل اتخاذ أي خطوات.
الشغف والتحفيز هم اثنان من أهم العوامل التي تجعلنا قادرين على العمل، فإذا خسرت إحداهما أو كلاهما، فابحث عنهما ولا ترضى بنا أنت فيه بدونهما، وحقق التغيير الذي تحتاجه.
Written by Yasmine Mokhtar
Comments