top of page
Search
Writer's pictureAlaa Mohsen

المرأة في الإعلان - Femvertising


المرأة في الإعلان

Femvertising

منذ قرون وتستخدم الإعلانات كأداة للتواصل ولتشجيع تصرفات معينة، مثل شراء منتج أو طلب خدمة معينة، حيث كان قدماء المصريين يستخدمون الورق البردي لعمل رسائل وإعلانات للمنتجات التي يبيعونها. وظل استخدام الإعلانات في إنتشار وتوسع منذ ذلك الوقت.


وكما تطور العالم المحيط بنا وقنوات التواصل المستخدمة، تطورت صناعة الإعلانات، حيث وصلت إلى الجرائد والمجلات في منتصف القرن التاسع عشر، لتصل بعد ذلك إلى الراديو والتليفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة في القرن العشرين.

وخلال هذا الوقت، كانت تستخدم الإعلانات كأداة ناجحة وفعالة لتغيير منظور المجتمعات تجاه منتج أو خدمة أو قضية أو شخص أو سياسات معينة.


سنتحدث في هذا المقال عن وضع المرأة في الإعلانات، قديماً وحالياً، وكيف يمكن استخدام الإعلانات كوسيلة لتمكين وتقوية المرأة.

فقديماً، كان دور المرأة في الإعلان مقتصراً على دورها كأم وزوجة تعمل فقط على خدمة عائلتها لجعلها عائلة سعيدة، أو استخدامها كعارضة أو رمز للجمال لجذب إنتباه المشاهدين.


ومع مرور الوقت، تغيرت، بل وتطورت، رؤية مجتمعات عديدة للمرأة ودورها؛ فبدأوا يرونها كأكثر من مجرد زوجة أو أم أو عارضة أزياء وجمال، ولكن لم يستجيب لهذا التغيير إلا عدد قليل من الشركات وصناع الإعلانات.

ونتيجة لهذا التطور، ظهر مصطلح جديد في عالم الإعلانات، وهو Femvertising، والذي ظهر لأول مرة عام 2014 في Advertising Week.


وعرّفت شركة She Knows Media مصطلح Femvertising على أنه: "صناعة الإعلانات باستخدام المواهب والرسائل والصور المناهضة للمرأة، وذلك بهدف تمكين وتقوية السيدات والبنات".

وقامت شركة She Knows Media بعمل دراسة عام 2016 تضمنت سؤال 4000 شخص عن رأيهم في الإعلانات المناهضة للمرأة، وكانت النتيجة أن 97% من السيدات يؤمنّ بأن "الإعلانات تؤثر على رؤية المجتمعات للمرأة"، وأيدهم في ذلك الرأي 90% من الرجال.


هذه النسبة الكبيرة تظهر مدى أهمية صناعة الإعلانات، فهي تصل إلى كل بيت، مكان عمل، أو مؤسسة تعليمية، بل وتصل الآن إلى كل شخص على حدة من خلال الإنترنت والهواتف المحمولة، بما في ذلك الأطفال.


ونتيجة لكل ذلك، أصبح من المهم جداً أن تظهر الإعلانات "المرأة الحقيقية" وما تقوم به، تفانيها، مثابرتها، حبها، وعملها الجاد، وخاصةً للبنات الصغار بين العامين الدراسين الثالث والخامس، حيث أثبتت الدراسات أنه يجب توصيل الرسائل والأفكار الإيجابية للبنات في هذه الأعمار لبناء ثقتهن في أنفسهن وإيمانهن بقدراتهن.


ولذلك، فإن نجاح الFemvertising، وخصوصاً لدى البنات والسيدات هو بسبب أنه لا يقوم فقط بالإعلان عن منتج أو خدمة، ولكن يقوم فعلاً بتقوية وتمكين المرأة من خلال إظهار ما يستطعن القيام به، وتشجيعهن على حب وتقبل أنفسهن كما هي؛ بل ويقوم في نفس الوقت بتوصيل رسالة أن صناع الإعلانات الذين يقومون بال Femvertisingيفهمون التحديات التي تواجهها المرأة يومياً.

ومن أبرز الشركات التي تقوم بال Femvertisingبشكل ناجح وفعال، طبقاً للدراسة التي قامت بها شركة She Knows Media، هم: دوف، أولويز، نايك، وبانتين.


وما يميز الحملات الإعلانية لهذه الشركات عن غيرها هو قيامهم بتمكين المرأة وتشجيعها على كسر القوالب والأفكار النمطية، وأن لا تدع أي شئ يقف بينها وبين تحقيق أحلامها؛ بل وقامت هذه الإعلانات بإعطاء نصائح للمرأة عن كيفية تحقيق ذلك، ودلائل تثبت أنها قادرة على تحقيق كل ذلك.


فقامت حملة "الجمال الحقيقي" لدوف بتعليم البنات والسيدات أن يتقبلن كل ما يجعلهن مميزات ومختلفات، وأن يكسرن كل المفاهيم التقليدية للجمال.


في حين هدفت حملة "مثل البنت" لأولويز بأن تعيد تعريف بعض المصطلحات والجمل السلبية التي تؤثر على ثقة البنات بأنفسهن وقدرتهن على تحقيق أحلامهن.


وعلى الصعيد اللآخر، تمتلك شركة نايك قتاة خاصة على اليوتيب للمرأة باسم NikeWomen والتي تضم عدد من حملاتها التي تشجع المرأة على الخروج من كل القوالب والأفكار النمطية، وأن تثق في قدراتها وتحقق أحلامها.

وآخراً، تنصح بانتين السيدات بأن لا يعطوا الفرصة للتسميات وتوقعات المجتمع أن تعوقهن عن تحقيق أحلامهن.

كل ما يثبته هذا هو أن صناعة الإعلانات هي أداة قوية ومهمة جداً لتغيير منظورات ووجهات نظر مجتمعات كاملة لتكون أكثر إيجابية، ليس فقط بإتجاه المرأة، ولكن تجاه قضايا أخرى كذلك.


ولذلك يجب على صنّاع الإعلانات أن يدركوا هذه القوة التي يمتلكونها وأن يستخدموها بشكل صحيح. فالوقت لاستخدام المرأة كرمز للجمال لجذب المشاهدين، أو تحديد أدوارها إلى الطهي والتنظيف وخدمة المنزل والعائلة فقط قد مضى.

نعم، فإن أدوار المرأة قد تتضمن كل هذا، ولكن دورها الحقيقي وما تقوم به أكبر من ذلك بكثير.

وكما غنت البنت الروسية في إعلان نايك "ماذا يصنع البنات؟"، فإن ما يصنع البنات هو: الكفاح، التفاني، المعارك، المثابرة، اللياقة، الكدمات، اللكمات، الشجاعة، الاستقلال، المهارة، العاطفة، القلب، الكرامة، إرادة أقوى من الحجر، القوة، النار، والإنجازات.

فهذا هو ما يصنع السيدات والبنات!


Written by Yasmine Mokhtar

12 views0 comments

Comentários


bottom of page