top of page
Search

أنيتا روديك - مؤسسة ذي بودي شوب


أنيتا روديك

مؤسسة ذي بودي شوب (The Body Shop)


كمتمردة منذ البداية، تمكنت أنيتا روديك من كسر كل الصور النمطية والمفاهيم المتعلقة بالأعمال؛ فهي سيدة أعمال غير تقليدية أعلنت بوضوح أنها لا تؤمن بقواعد الأعمال الموجودة وقررت خلق قواعد وقوانين خاصة بها في مجال ريادة الأعمال.


ولدت في ١٩٤٢ لأسرة إيطالية كانت قد هاجرت إلى إنجلترا، وكانت أنيتا روديك دائماً تشعر بالاختلاف والغربة، ولذلك دائماً ما كانت تجتذب إلى الغرباء والمختلفين والمتمردين مثلها.


كانت تحلم أنيتا بأن تصبح ممثلة، ولذلك قدمت في مدرسة التمثيل، ولكن لم يتم قبول طلبها، ونتيجة لذلك، عملت آنيتا كمدرسة.

ولكن، كناشطة حالمة وعاطفية، لم يتمكن الفصل الدراسي من الحفاظ على أنيتا فيه لفترة طويلة. فاستقالت من التدريس وسافرت العالم حيث قابلت العديد من الناس، تعرفت على ثقافات جديدة، وجمعت أفكار كثيرة.


كانت العديد من سفرياتها إلى بلاد العالم الثالث حيث قابلت السيدات الاتي يعيشن هناك، وتعرفت على الوسائل التي يستخدمونها للاهتمام ببشرتهن وشعرهن، وكيف تقوم السيدات من الثقافات المختلفة بتغذية والاهتمام بأجسامهن وشعورهن.

عندما عادت أنيتا إلى إنجلترا قابلت جوردون ريديك، الشاعر من اسكتلندا، وتزوجا عام ١٩٧٠ ولديهما ابنتان.

كان من الواضح أن أنيتا وجوردون كانا متشابهين جداً في تفكيرهما وآرائهما؛ فمعاً قاما بتأسيس فندق صغير للمبيت والإفطار، وأسسا بعده مطعم.


وفي عام ١٩٧٦، أراد جوردن أن يحقق حلمه بالسفر بالخيل من بوينس آيرس، الأرجنتين، إلى نيويورك، ودعمته أنيتا في هذا الحلم، وقاما ببيع المطعم الذي يمتلكونه معاً لتغطية تكاليف سفره.


بعد سفر جوردون، قامت أنيتا بتأسيس أول محل لذي بودي شوب عام ١٩٧٦ في منتجع على شاطئ البحر في برايتون، إنجلترا، حيث قامت بتلوين جدران المحل باللون الأخضر لتغطية أي بقع رطبة على الجدران.


وقامت أنيتا بتأسيس هذا المحل بقرض يبلغ قيمته ٦ آلاف ونصف جنيه استرليني، والذي حصلت عليه بمساعدة زوجها، كما قامت بالتواصل مع مورد محلي للأعشاب الطبيعية لانتاج منتجات الجمال والعناية الطبيعية تماماً لبيعها في المحل.


في البداية، كان المحل يبيع عدد قليل من الكريمات ومنتجات العناية بالشعر، وعلى الرغم من ذلك، انتشر المحل وتوسع في وقت قليل، كما كانت لعودة جوردن من سفره ومساعدته في المحل الأثر في تحقيق نجاح أكبر للمحل.


لم تكن تؤمن أنيتا بطرق التسويق التقليدية والمعتادة، فكانت تؤمن أكثر في مساعدة المجتمعات والتسويق لقضايا أخلاقية، إنسانية، وبيئية. وحازت هذه الطريقة على حب وإعجاب العديد من الناس، وأثبتت هذه الطريقة نجاحها في للتسويق للمحل ومنتجاته، وجذب عملاء أكثر.


كان يحب الناس شراء منتجات ذي بودي شوب، وذلك بسبب إعجابهم بقصة نجاح أنيتا نفسها، وإيمانهم أن كل منتج يشترونه يساعد في قضية إنسانية أو بيئية.


تنحا كل من أنيتا وجوردون روديك عن إدارة شركة ذي بودي شوب عام ٢٠٠٢، ولكن ظلوا كمديرين غير تنفيذيين.


آمنت أنيتا أن نجاح ذي بودي شوب لم يكن فقط بسبب الفكرة الجديدة أو المنتجات، ولكن لعب التوقيت دور هام جداً في هذا النجاح؛ حيث قامت أنيتا بإنشاء ذي بودي شوب في نفس الوقت الذي بدأت فيه أوروبا الاتجاه نحو الثقافة الخضراء والحفاظ على البيئة، وكان هذا هو أحد المبادئ التي قام عليها ذي بودي شوب والذي كان ينعكس في كل شئ في هذا المحل ومنتجاته، بما فيها اللون الأخضر والذي تم اختياره بمحض الصدفة ليكون لون جدران المحل.


كما كانت تؤمن أنيتا بإعادة التدوير والاستخدام، حيث كانت تشجع عملائها على عدم التخلص من علب المنتجات وإعادة استخدامها وملأها أكثر من مرة.


كانت أنيتا شخصية فريدة ومتميزة منذ البداية وقبل دخولها في عالم الأعمال؛ فهي ناشطة شغوفة وحالمة تأمل في تغيير العالم من خلال كل محل تفتحه وكل منتج تبيعه.


بعد إنشاءه بثلاثين عاماً، ذي بودي شوب أصبح لديه أكثر من ٢.٠٤٥ محل يخدم أكثر من ٧٧ مليون عميل، في ٥١ سوق، ب٢٥ لغة، وعبر 12 منطقة زمنية.


توفيت أنيتا روديك في عام 2007 عن عمر يناهز 64 عاماً، بسبب نزيف في المخ، تاركة وراءها قصة نجاح ملهمة لا مثيل لها.


Written by Yasmine Mokhtar

50 views0 comments

Comments


bottom of page